يعتبر استقلاب السكر في الكبد لدى الأطفال موضوعًا ذا أهمية متزايدة في السنوات الأخيرة، حيث يواجه الأطفال أمراضًا كانت ترتبط في السابق بالشيخوخة مثل الكبد الدهني ومرض السكري من النوع الثاني. يرجع ذلك إلى زيادة استهلاك الأطفال للأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر، مما يضع عبئًا كبيرًا على الكبد. الكبد هو العضو الرئيسي المسؤول عن تحويل السكر الزائد إلى دهون، وعندما يصبح هذا التحويل مفرطًا، يتراكم الدهون في الكبد مسببًا الكبد الدهني، وهو حالة مرضية قد تؤدي إلى التهابات ومضاعفات صحية خطيرة.

تشير الدراسات الحديثة إلى أن الكبد يتعامل مع السكر بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع الكحول، حيث يتم استقلاب الفركتوز (أحد أنواع السكر الموجودة بكثرة في الحلويات والمشروبات السكرية) بطريقة مشابهة جدًا لاستقلاب الكحول. يؤدي هذا إلى تراكم الدهون في الكبد والإفراز المفرط للدهون الثلاثية، مما يزيد من خطر الإصابة بالكبد الدهني ومرض السكري من النوع الثاني. هذه الأمراض كانت في الماضي تُعتبر أمراضًا للبالغين وكبار السن، لكنها أصبحت الآن شائعة بشكل متزايد بين الأطفال والمراهقين بسبب أنماط الحياة الغذائية غير الصحية.

تناول وجبة تحتوي على البان كيك المغطى بنوتيلا مع كوب من عصير البرتقال قد يبدو وجبة فطور تقليدية، ولكنه يعادل من حيث تأثير السكر فيه شرب 3 إلى 4 زجاجات من البيرة الكحولية. هذا يعني أن الأطفال يستهلكون كميات هائلة من السكر دون أن يدركوا التأثير الضار على كبدهم وصحتهم العامة. هذه الكميات الكبيرة من السكر تتجاوز قدرة الجسم على التعامل معها بكفاءة، مما يؤدي إلى تراكم الدهون في الكبد وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة.

لحماية صحة الأطفال، من الضروري توعية الآباء والمعلمين حول مخاطر استهلاك السكر بكميات كبيرة والبحث عن بدائل صحية. تشجيع الأطفال على تناول الفواكه والخضروات الطازجة، وتقديم الوجبات الخفيفة الصحية يمكن أن يسهم بشكل كبير في تقليل مخاطر الإصابة بالكبد الدهني ومرض السكري من النوع الثاني. يجب أن تكون هذه الجهود جزءًا من استراتيجيات أوسع لتعزيز أنماط الحياة الصحية بين الأطفال لضمان مستقبل صحي للأجيال القادمة.

Deya Ayed