في الماضي، كان نمط الحياة الصحي والنشاط البدني العالي يلعبان دوراً كبيراً في الحفاظ على الصحة العامة. الأطعمة كانت طبيعية وخالية من الإضافات الكيميائية، مما ساعد على تقليل مخاطر الأمراض. أما في الوقت الحاضر، فإن قلة النشاط البدني والاعتماد على الأطعمة المصنعة والمهرمنة قد يؤدي إلى زيادة معدلات السمنة والأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب.

القيم الغذائية للأطعمة كانت في الماضي أعلى، نظراً لطبيعة الزراعة التقليدية وقلة استخدام المواد الكيميائية والهرمونات. أما اليوم، فإن التغيرات في أساليب الزراعة واستخدام التعديلات الجينية والهرمونات قد تؤثر على القيمة الغذائية للأطعمة وتثير المخاوف الصحية.

في الزمن الحالي، تعتمد الزراعة بشكل كبير على استخدام الهرمونات لتحفيز نمو النباتات وزيادة إنتاجيتها. هذه الهرمونات تُستخدم لتسريع عملية النمو ولزيادة حجم المحاصيل. لكن هذه العملية قد تُثار حولها بعض المخاوف الصحية، حيث يُعتقد أن تناول الأطعمة المحتوية على هرمونات قد يؤثر على صحة الإنسان ويزيد من احتمالات الإصابة ببعض الأمراض.

كان القمح يُزرع بطرق طبيعية دون تدخلات تكنولوجية كبيرة. القمح المستخدم كان يمتاز بجودته العالية وقيمته الغذائية المرتفعة. أما اليوم، فقد خضعت أنواع القمح لتعديلات جينية بهدف زيادة الإنتاجية ومقاومة الأمراض. هذا القمح المعدل قد يحتوي على نسب أعلى من الجلوتين وبعض المكونات الأخرى التي قد تسبب مشاكل صحية لبعض الأشخاص، مثل زيادة حساسية الجلوتين.

كانت الفاكهة والخضروات في الماضي تُقطف وتؤكل مباشرة، مما يضمن حصول المستهلكين على أعلى قيمة غذائية ممكنة. أما اليوم، فالكثير من الفاكهة والخضروات تُزرع باستخدام الأسمدة الكيميائية والهرمونات لتحسين المظهر وزيادة العمر الافتراضي. هذا التغيير في أساليب الزراعة يمكن أن يؤثر على القيمة الغذائية ويثير المخاوف حول تأثير المواد الكيميائية على الصحة.

على الرغم من أن الأجيال السابقة كانت تتناول السكر في غذائها، إلا أن نمط حياتهم كان يتسم بالنشاط البدني الكبير. كانوا يعتمدون على المشي لمسافات طويلة والعمل البدني الشاق في الزراعة والصناعة. هذا النشاط البدني كان له أثر إيجابي في الحفاظ على الصحة العامة ومكافحة الأمراض. بالإضافة إلى ذلك، كان الناس ينامون في وقت مبكر، مما يساعد على تحسين جودة النوم ودعم الصحة الجسدية والعقلية.

Deya Ayed