في السنوات الأخيرة، تزايدت المخاوف بشأن استخدام ملح المائدة التقليدي، حيث أظهرت الدراسات أن حوالي 90% من جزيئات هذا الملح تحتوي على جزيئات بلاستيكية دقيقة. هذا الأمر يشكل خطراً صحياً كبيراً، حيث إن استهلاك البلاستيك يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية متنوعة تشمل التسمم والتهابات الجهاز الهضمي. بالإضافة إلى ذلك، ملح المائدة يفتقر إلى العديد من المعادن الطبيعية المهمة، مما يجعله خياراً غير صحي بالمقارنة مع أنواع الملح الأخرى مثل ملح الهيمالايا أو الملح البحري.
ملح الهيمالايا، على سبيل المثال، يُعتبر خياراً أكثر صحة بسبب احتوائه على مجموعة واسعة من المعادن الطبيعية التي تفوق 80 نوعاً، والتي تساهم في تحسين الصحة العامة وتعزيز وظائف الجسم. أما الملح البحري، فيحتوي على نسبة جيدة من المعادن الطبيعية والأملاح التي تساعد في توازن الإلكتروليتات في الجسم. استبدال ملح المائدة بهذه الخيارات الطبيعية يمكن أن يساهم في تقليل التعرض للبلاستيك الضار وتحسين الصحة العامة بفضل المعادن الإضافية التي تحتويها هذه الأنواع من الملح.
من الجوانب الإيجابية لملح المائدة هو غناه باليود، حيث يحتوي على حوالي 45 ميكروغرام من اليود لكل جرام. اليود هو عنصر غذائي أساسي يساعد في تنظيم وظائف الغدة الدرقية ومنع الإصابة بمشاكل صحية مثل تضخم الغدة الدرقية. ومع ذلك، يمكن الحصول على كميات أعلى من اليود من مصادر غذائية أخرى أكثر أماناً وصحية. الأعشاب البحرية، مثل الكيلب، تحتوي على كميات هائلة من اليود، حيث تصل إلى 1500-2000 ميكروغرام لكل جرام جاف، مما يجعلها بديلاً ممتازاً للحصول على اليود.
إلى جانب الأعشاب البحرية، هناك العديد من الأطعمة التي يمكن أن توفر اليود بشكل طبيعي وآمن، مثل الأسماك، ومنتجات الألبان، والبيض. هذه الأطعمة لا تحتوي فقط على اليود، بل أيضاً على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية الأساسية الأخرى التي تساهم في تحسين الصحة العامة. من خلال تقليل الاعتماد على ملح المائدة واستبداله بمصادر طبيعية أخرى لليود، يمكن تحقيق توازن أفضل في النظام الغذائي وتعزيز الصحة العامة مع تجنب المخاطر المحتملة للبلاستيك الدقيق الموجود في الملح التقليدي.