الشاي الأخضر يُعتبر من المشروبات الصحية التي تعزز العديد من وظائف الجسم، وقد أظهرت الدراسات العلمية الحديثة أن تناول الشاي الأخضر بانتظام يمكن أن يكون له تأثير ملحوظ على مستويات الكورتيزول، وهو الهرمون المرتبط بالإجهاد. وفقاً لهذه الدراسات، فإن تناول الشاي الأخضر أربع مرات يومياً يمكن أن يخفض مستويات الكورتيزول بنسبة تصل إلى 50%. في حين أن تناول الشاي الأخضر ثلاث مرات في الأسبوع يمكن أن يخفض مستويات هذا الهرمون بنسبة 20%. هذه النتائج تشير إلى الفوائد الكبيرة للشاي الأخضر في تحسين الصحة العامة وتقليل الإجهاد النفسي والجسدي.
يرجع التأثير الإيجابي للشاي الأخضر على الجسم إلى احتوائه على مجموعة من المركبات المفيدة، أبرزها الكاتيكينات والفلافونويدات، التي تعمل كمضادات أكسدة قوية. هذه المركبات تساعد في تقليل الالتهابات وحماية الخلايا من الأضرار الناجمة عن الجذور الحرة. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الشاي الأخضر على كمية معتدلة من الكافيين، التي تساهم في تحسين التركيز واليقظة دون التسبب في القلق أو زيادة مستويات الإجهاد بشكل مفرط. لذا، يُعتبر الشاي الأخضر مشروبًا مثاليًا لمن يسعى إلى تحسين صحته العامة وإدارة مستويات التوتر بشكل طبيعي.
مع ذلك، يجب أن يتجنب بعض الأشخاص تناول الشاي الأخضر أو يحدوا من استهلاكه. الأشخاص الذين يعانون من حساسية الكافيين قد يشعرون بآثار جانبية مثل الأرق أو زيادة ضربات القلب عند تناول الشاي الأخضر بكميات كبيرة. كما ينبغي على الأفراد الذين يعانون من اضطرابات في الجهاز الهضمي أو القرح الهضمية أن يكونوا حذرين، حيث يمكن أن يتسبب الشاي الأخضر في تفاقم هذه الحالات.
الشاي الأخضر قد لا يكون مناسباً للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الغدة الدرقية لأسباب عدة. أحد الأسباب الرئيسية هو أن الشاي الأخضر يحتوي على مركبات تُعرف باسم "الجويتروجينات" (Goitrogens)، وهي مواد قد تتداخل مع وظيفة الغدة الدرقية. هذه المركبات يمكن أن تعيق امتصاص اليود، وهو عنصر أساسي لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية. نقص اليود يمكن أن يؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية وتفاقم مشاكلها، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون بالفعل من اضطرابات في الغدة الدرقية مثل قصور الغدة الدرقية. وأخيرًا، يجب على النساء الحوامل والمرضعات استشارة الطبيب قبل إضافة كميات كبيرة من الشاي الأخضر إلى نظامهن الغذائي، لضمان سلامة الأم والجنين أو الطفل.